انخفضت هجمات
القناصين بشكل كبير في العراق وأفغانستان بفضل فعالية نظم مكافحة
القناصين المثبتة على الآليات، والتي جرى نشرها واستكمل عملها حديثاً بنظم يحملها الجنود انفسهم، واستخدمت هذه النظم لمواجهة الخطر بنجاح وذلك لكشف واعلام القوات الراجلة وأطقم عربات القتال المدرعة عن أماكن تواجد
القناصين بدقة.
ان نظم الكشف السمعي تعتبر حلاً لمكافحة
القناصين الأوسع استخداماً.
انها تعمل من خلال كشف موجات الصدم الخاصة بالرصاصة وقوة صوت انطلاقها واستخدام حساب المثلثات للحصول على اتجاه الصوت وبالتالي احتساب المسافة وتحديد الموقع بدقة باستخدام جهاز ال GPS ونظم مبتكرة عاملة بالقصور الذاتي، ثم ارسال موقع القناص الى مستخدمي شبكة الاتصالات العسكرية اضافة الى طاقم العربة الحاملة للمستشعر والى مجموعة راجلة قريبة. تتأثر مسافات الكشف والاتجاه بالأحوال الجوية، والمطلب الرئيسي للبقاء عملانياً في ظل وجود مصادر تشويش على اجهزة الترددات المثبتة على العبوات الناسفة المصنفة محلياً وعدم التداخل مع اجهزة اخرى.
لم تصبح نظم مكافحة
القناصين من البنود التي يجب الحصول عليها الا حديثاً فقد كانت سابقاً تحقق مطلباً طارئاً لقوة التجهيز السريع الاميركية US Rapid Equipping Force.
وأصبحت الآن معياراً، ويتم شراؤها كحل نموذجي ضروري لكل الصراعات المستقبلية، وليس فقط للعراق وأفغانستان. ان سوق هذه النظم باتت واسعة فان كل قافلة، او فصيلة او سرية وحتى اي عربة تكتية قد تجهز بنوع ما من نظم الكشف السمعية في المستقبل شأنها شأن كل دورية راجلة من الوحدات التكتية.
ان الامر ليس تكنولوجيا كشف فحسب بل يعتبر تخفيضاً لعدد الأهداف المعرضة لنيران
القناصين وسبيلاً للتغلب عليهم.
ان استبدال الأسلحة المركبة على صواري ارتكاز رأسية على عربات القتال المدرعة بنظم سلاح تعمل من بعيد يبقي هيكل العربة المخصص لأفراد الطاقم في شكل منخفض مع تأمين قدرة كشف محسنة من خلال رؤية على مدار الساعة، في حين ان العربات الأصغر شهدت تركيب عدد من النظم المحمية جيداً. اما الخرق المسجل في اطار تطوير نظم الاستشعار المضادة للقناصين فيتمثل في الابقاء على فعالية المستشعر مع الرغبة في الحفاظ على الشكل المنخفض.
قد تعمل المستشعرات الكبيرة والثقيلة المركبة على الصواري بفعالية كبيرة، لكنها لارتفاعها قد تتضرر من جراء الأغصان المدلاة، والعوائق الأخرى في ساحة المعركة، فتصبح دون جدوى اكثر من ذلك، اذا استتبع تواجد المستشعرات المضادة للقناصين فتح النيران المعادية على تلك العربة، فقد تتعطل تلك الأجهزة.
ان الحفاظ على فعالية المستشعر مع بقائه غير مكتشف يشكل هادفاً صعباً ولكن يتم السعي اليه بكل جدية.
ان احدث ما تقدمه Thales في عالم السمعيات هو نظام الاستشعار السمعي المركب على العربة (Vehicle Mounted Acoustic Sensor System (VMASS)) يعتمد VMASS على خبرة الشركة في مجموعة من النظم السمعية، ولعل الأكثر بروزاً في الدور البري، هي المستشعرات البرية الصغرية غير المعدة لكشف التطفل (Miniature Intrusion Sensor Unattended Ground Sensors). يتألف VMASS من ثلاث مجموعات ميكروفونات مخفية، ضرورية لتثبيت اتجاه الصوت، وصندوق معالجة، مع شاشة عرض خاصة بالمشغل تعمل كشاشة عرض مستقلة بذاتها او مدمجة ضمن نظم ادارة المعركة في العربة وذلك من خلال وصلة بيانات.
ان VMASS هو اكثر من نظام بسيط مضاد للقناصين اذ يتمتع بتلك القدرة بالاضافة الى كشف لحظي، وتصنيف، وتحديد مواقع التهديدات من
القناصين والأسلحة الخفيفة الأخرى على مسافة ١٠ كلم، الى جانب الهواوين على مسافة ٥ كلم، اضافة لدبابات القتال الرئيسية على مسافة ١٠ كلم، والطوافات على مسافة ٧ كلم.
يمكن للأهداف ان تكون ضمن خط البصر وخارجه. اما دقة الاتجاه فهي افضل من درجتين افقياً واربع درجات عمودياً.
تم تصميم النظام لدعم تعقب متزامن لمصادر نيران متعددة. يتم اظهار المعلومات عن الطلقة على شاشة من حيث الاتجاه والوقت الذي تم فيه الاطلاق لتزويد العناصر المولجة بالرد بالمعلومات المتعلقة بالمسافة التي من الممكن ان يكون القناص قد غطاها اطلاقه للنار.
اضافة الى ذلك يمكن للوحدة البينية الخاصة بالمستخدم عرض مركز الاطلاق على صورة. تتألف نظم كشف الرماة السمعية المتحركة (Mobile Acoustics Shooter Detection Systems) من نوع Boomerang III من انتاج BBN من سارية واحدة تركز عليها مستشعرات سمعية سبعة والتي عند نصبها يزيد ارتفاعها عن المترين، ويمكنها العمل على سرعات خارج الطرقات المعبدة تصل الى ما يقارب ١٠٠ كلم"س،
كما ويمكن تركيبها في اقل من ساعة. طور نظام Boomerang اساسا بالتعاون مع وكالة DARPA وسلم حتى الآن اكثر من ٥٠٠٠ نظام تقريبا حصريا لحساب القوات الاميركية. يشغل الجندي النظام ويعمل مباشرة. اعمال الضبط ليست ضرورية، وهو عمليا يشبه في تشغيله مفتاح الانارة، اما وقت الرد فهو ايضا سريع وسيقدم للمشغلين معلومات عن مركز اطلاق النار في اقل من ٥،١ ثانية. يمكن عندها للمعلومة ان ترسل الى القوات العسكرية المولجة بالرد كما انها قابلة للدمج السهل مع نظم اخرى عبر الايثرنت او اصبع الذاكرة (USB). يستطيع المشغل استقبال تفاصيل كل هجوم، بصريا من خلال شاشة عرض LED تبين درجة النسبية للرامي وموقعه من خلال استعمال رمز عسكري نموذجي من عشرة ارقام. وبشكل آخر، يستطيع الجنود سماع النظام، لتبيان موقع الرامي. ان النظام محمي ايضا ضد الانذارات الخاطئة مثل الضجيج والنيران الصديقة المطلقة. ومع ان نظام Boomerang اكتسب شهرته اصلا في العراق، حيث يعمل حتى إبان العواصف الرملية، يمكنه ايضا كشف القذيفة الاولى التي تنطلق تحت المطر، وفي الضباب، ومن تحت الثلج، ليلا ونهارا.
تم دمج Boomerang المركب على عربات Stryker في نظام Land Warrior عندما انتشرت كتيبة Manchu في العراق بين العامين ٢٠٠٦ و٢٠٠٧. تم ارسال معلومات عن القناص من خلال شبكة تعتمد على نظام EPLRS الى جنود سمح لهم بالرد بفعالية اكبر وهم راجلون خارج ناقلة الجند. تطور BBN ايضا نظما يحملها الجنود، على الكتف الجندي، ويعمل الجيش الاميركي على تمويل التطوير، وقد تستخدم تلك الاجهزة كجزء من مجموعة الجندي المستقبلي. وقع الاختيار على نظام الاستهداف السمعي الذي يلبسه الجندي (Soldier Wearable Acoustic Targeting System - SWATS) من انتاج QinetiQ، الذي يزن اقل من ٥٠٠غ ويمكنه العمل لمدة ١٢ساعة ليكون جزءا من برنامج EARS للنظم التي يحملها الجنود.
طلب الجيش الاميركي نظامSWATS وبدأ بتسليمه باعداد كبيرة للوحدات المنتشرة.
يؤمن النظام تفاصيلا عن مواقع القناصة للجنود عبر الانذارات الصوتية الاصطناعية والبصرية او الانذارات الرقمية. يشكل نظام Ferret الاساس لكشف رمايات الاسلحة الخفيفة وتحديد موقعها، طورته Macdonald Dettwiler & Associates (MDA) ومرفق البحث والتطوير الدفاعي Defence Research and Development Canada في Valcartier، ويشكل هذا النظام حلا كنديا لمشكلة مكافحة القناصين. يمكن للنظام النجاح في كشف وتصنيف عيار الرصاصات من ٥٦،٥ ملم حتى ٧،١٢ ملم على مسافة تزيد عن ١٢٠٠ م بأقل من ثانية واحدة، وهو الوقت الاساسي لمرور الرصاصة. يسجل النظام اكثر من ٢٠٠٠ طلقة للتحليل بعد المعركة.
تم تحديد دقة المدى بنسبة ١٠ ضمن مسافة ٢٥٠ م بنسبة ٣٠ للمسافات الابعد.
اما دقة الاتجاه فهي اقل من درجتين والتغطية من حيث الارتفاع فهي اقل من خمس درجات. هذا، ويؤمن انذار صوتي تنبيه لمستقلي العربة اذا كانوا عرضة للقنص.
اشترت كندا ١٣ نظاما عام ٢٠٠٥ وتم تركيبها على مجموعة العربات Coyote / Piranha للاستخدام في افغانستان مع نظم نموذجية جرى شحنها للتقييم والتركيب على عربات قتالية للتجارب.
طورت Rafael بدورها نظم SPOTLITE كحل كهربصري لكشف نيران الاسلحة الخفيفة. تمسح نظم SPOTLITE منطقة بمستشعرات FLIR و CCD للبحث عن وميض الفوهة، والتثبت من انه حقا صادر عن نيران معادية، وعندها تستخدم نظام الاقمار الاصطناعية (GPS) لتوجيه النظام باتجاه النقطة التي اكتشف فيها وميض الفوهة، ويستعمل عندئذ النظام محدد مدى ليزريا لتحديد موقع وميض الفوهات التي جرى تحديدها، باستخدام الملاحة بالقصور الذاتي وترسل عندها المعلومة الى الوحدة للرد على مصادر النيران.
وفي نماذج احدث لهذه النظم تم استخدام باحث ثنائي مع مجال رؤية اوسع مع اعتماد دمج اعمق مع جنود
مواجهة القناصة من خلال تأمين وصلة لاسلكية الى كونصولات يحملها هؤلاء الجنود حيث يمكن رؤية موقع القنص والصور كما ترسل مستشعرات صوتية انذارات ايضا الى جنود
مواجهة القناصة. تعتبر نظم كشف مواقع الاسلحة الخفيفة والقناصة PILARw من Metravib نظما ثابتة ومتحركة تتمحور حول مجموعة المستشعرات السمعية Acoustic Sensor Array وتديرها وحدة ShotGuard التي تأخذ المعلومات من الوحدة البينية لاكتساب البيانات Data Interface Acquisition Module، وتتولى تقديم المعلومات القابلة للاستثمار الى المشغلين. تم تكييف النظام ليستخدم على العربات، والزوارق والطوافات وعدد من العربات الاخرى. صادقت قيادة العمليات الخاصة الاميركية على PILARw كنظامها لكشف الرمايات الخفيفة (Gunshot Detection System). حتى مؤخراً، كان الكشف يقود الى الانذار وعندها يرد لعناصر مستعملين اسلحتهم الخاصة.
اما الآن، مع دمج مستشعرات مكافحة
القناصين ضمن مجموعة النظم على العربة، يتم استعمال مجموعة النظم تلك للتوجيه الاوتوماتي لنظم السلاح التي تحملها العربة، نحو الهدف مصدر القنص، على ان يتخذ المشغلون القرار النهائي بفتح النار او عدمه. ان المثال الاحدث على هذا الامر هو نظام الكشف السمعي PD Cue من انتاج AAI الذي تم دمجه مع السلاح المشترك المشغل عن بعد (Common Remotely Operated Weapon Dystems II)من Kongsberg والذي نشر على عربات HMMWV الاميركية كجزء من عقد شراء اولي اجراه الجيش الاميركي ليستخدم في العراق وافغانستان. يتألف نظام PD Cue المركب على العربة من اربعة مستشعرات على كل من زوايا المنصة يضم كل رأس مستشعر مركب على سارية اربعة مستشعرات اضافية، يعمل النظام بسارية واحدة مع ان زيادة عدد الرؤوس المستشعرة في العمليات يعزز من دقة الكشف.
كيفية مواجهة القناصين بالتكنولوجيا الحديثة
العرض العادي
